"حزب الله" يتمدد
تحصنت المناطق اللبنانية على امتداد خارطة البلاد طولا وعرضا, مما تأجل حدوثه لفترة ما بعد خضوع نظام بشار الأسد لتهديدات الولايات المتحدة بقصف مواقعه , إلا أن ذلك التحصين, الذي مازال نفسيا, ناجما عن مخاوف انهيار كل شيء في البلاد فجأة, سوف ينقلب تحصينا امنيا كاملا بدأت معالمه ترتسم "أمنا ذاتيا" انطلاقا من كانتونات "حزب الله" في بيروت والمناطق وتوسعها وتمددها الزاحف باتجاه مناطق السنة والمسيحيين الذين هم بدورهم وضعوا الخطوط الأمنية العريضة لطوائفهم ومذاهبهم المختلفة وحددوا تخومها بحزام "حزب الله" الجديد الذي انهي مفاعيل "إعلان بعبدا" الذي وصفه أنصار حسن نصر الله ومن ورائه, بأنه "ولد ميتا" و"لا وجود له" بمقررات اتفاق الدوحة الذي تمخض عن معادلة "الشعب والجيش والمقاومة" التي جعلها "حزب الله" كقميص عثمان يستخدمها للقتل والتخريب والخطف والهيمنة, لا على الشعب والجيش فقط وإنما على الدولة برمتها وكيانها المفقود وكرامتها المنتقصة.
ورفض الحزب رسميا مناشدات رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والرئيس المكلف تمام سلام, التوقف, لا عن فرض أمنه الذاتي على الناس فحسب, بل عن توسيع رقعته لتحدي المناطق المذهبية والطائفية الأخرى, والمساس بمصالح سكانها, وكذلك تخفيف انخراطه المسلح في الحرب السورية اذ تنعكس تداعيات ارتكاباته في القصير وحمص وريف دمشق واللاذقية ومناطق أخرى معارضة لنظام الأسد على التوازن السني - الشيعي في لبنان, وتدفع باحتقان النفوس الى ذروته وتجعل الأمور متوقفة على حادث دموي من هنا او حادث من هناك, لتفجير ذلك الاحتقان ثورة قد تكون اشد مرارة ودموية من الثورة السورية".
وبذلك أصبحت معظم مداخل ومخارج المناطق السنية في بيروت وصيدا والبقاع الغربي والمناطق المسيحية والدرزية في مدن وقرى الطائفتين, باتت بأيدي عناصر مسلحة سرا تحمي تلك المناطق من دون أن تحتك علنا بالجيش أو القوى الأمنية التي لا تتحرك أصلا لوقف إنشاء هذه التحصينات الأمنية الذاتية, أسوة بزواريب جماعات نصر الله, ومخازن صواريخها واسلحتها, فيما تحاول المناطق المسيحية عدم الظهور بمظاهر من يبني امنه الذاتي لنفسه, ولو كانت انتهت منذ أشهر من استعداداتها لمواجهة أي اعتداء من "حزب الله" وحركة "أمل" والعصابات السورية التابعة لاستخبارات بشار الاسد في لبنان"
كما كانت معالم الأمن الذاتي أكثر علنية وظهورا في بعض مناطق "الجبل الدرزي", التي أدى تشدد بعض عناصر "الحزب التقدمي الاشتراكي" فيها أمنيا الى اشتباكات مع عصابات نصر الله وسقوط قتلى وجرحى.
وسرت أنباء عن الضربة العسكرية التي لم تحدث بسبب الجرائم الأسدية الكيماوية ، فتحركت الدول الخليجية للدفاعً عن الأبرياء في سوريا الذين تحصدهم أدوات قتل ودمار القوات السورية والإيرانية وحزب الله وغيرها من المليشيات الشيعية,
وتم افتتاح مكاتب تطوع لارسال المدد البشري لمساندة الشعب السوري الثائر حتى لايحدث في سوريا من مجازر أكثر بشاعة مما حدث,فتطوع اكثر من 900 متطوع وانتقلوا إلى سورية عبر الاردن وتركيا ولبنان, فيما وصل نحو 450 متطوعا اسلاميا من دول أوروبية وجميعهم بكامل أسلحتهم المتطورة وانتشروا حسب توزيعات "الجيش السوري الحر" وبعض الكتائب السلفية الاسلامية في معاقل الثوار, خصوصا في دمشق وريفها, بعد أن كان متوقعاً ان تبدأ حرب تحرير دمشق متى وصلت الكميات المطلوبة من الاسلحة الاميركية الفتاكة .
ولكن لم تحدث الضربة بعد أن قام المجرم بوتين وولي إيران السفيه بالتنسيق مع الأراجوز بشار الأسد بتحويل الأنظار من مجازر بحق الشعب السوري البريئ إلى وقف للعملية كلها بعد استرضائهم لإسرائيل عن طريق تفكيك الأسلحة الكيماوية السورية التي تطالب إسرائيل بتفكيكها ، وهكذا فإن مايهم المجرم اللعين حسن نصر الشيطان وولي جهنم الإيراني ودميتهم المدعو بشار الأسد وشبيهه نوري المالكي هو إرضاء إسرائيل حتى يتفرغوا للقضاء على أهل السنة في سوريا ولبنان والعراق وفي كل مكان تطاله أياديهم النجسة .
حميد غرفي