الداعشيون والحشاشون (3)
هذه حلقات مهمة ولاتقل
أهميتها عن الحلقات التي نشرت في هذا الموقع ،وقد بذلت منظمتكم التي تدافع عن أهل
السنة مجهوداً كبيرا وكلفت باحثين للبحث عن الحقيقة والموضوعية دون انحياز لحزب أو
فرقة ، ولاتبتغي منظمتكم شهرة أو مكسب أو أي مردود دنيوي إلا أن يتقبل الله
أعمالنا وأعمالكم الصالحة وأن يثقل بها موازيننا وموازينكم يوم لاينفع مال ولابنون
إلا من أتى الله بقلب سليم، ولذا نرجوا من إخواننا الكرام أن يشاركوننا في الأجر
وأن يقوموا بترجمة هذه الحلقات إلى الإنجليزية والفرنسية والأردية وأية لغة أخرى
ونشرها عبر مواقع التواصل بكافة أنواعها وبشتى الوسائل حتى يعرف العالم أن الدين
الإسلامي وأهل السنة على وجه الخصوص برآء من العمليات الإجرامية الإرهابية التي
خطط لها الصفويون والصهاينة والبلاشفة الجدد الأرثوذكس في روسيا لتشويه صورة أهل
السنة في العالم
ونبدأ
بعد التوكل على الله فنقول
في الحلقة الماضية ذكرنا جزءاً يسيراً من إباحية
الإثناعشرية لجذب الأتباع لهم عن طريق الجنس ،أما الحشاشون فهم لايخرجون عن خط
التشيع المجوسي في مجونه وفي خروجه عن الدين
فهم شيعة إسماعيلية فاطمية نزارية مشرقية، انشقت عن الفاطميين لتدعو إلى
إمامة نزار بن المستنصر بالله ومن جاء مِن نسله. وأسسها الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزًا لنشر دعوته وترسيخ
أركان دولته. وقد تميزت هذه الطائفة باحتراف القتل والاغتيال
لأهداف سياسية ودينية متعصبة، وخاصة قتل أهل السنة.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
• الحسن بن الصباح: ولد بالري عام 430هـ ونشأ نشأة شيعية ثم اتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17
سنة، وفي عام 471هـ/1078م ذهب إلى إمامه الفاطمي المستنصر بالله حاجًّا، وعاد بعد
ذلك لينشر الدعوة في فارس، وقد احتل عدداً من القلاع أهمها قلعة آلموت 483هـ التي
اتخذها عاصمة لدولته.
ـ في عهده مات الإمام المستنصر بالله 487هـ/1094م
فقام وزيره بدر الجمالي بقتل ولي العهد والابن الأكبر "نزار" لينقل
الإمامة إلى الابن الأصغر "المستعلي" الذي كان في الوقت نفسه ابن أخت
الوزير. وبذلك انشقت الفاطمية إلى نزارية مشرقية، ومستعلية مغربية.
ـ أخذ الحسن بن الصباح يدعو إلى إمامة نزار،
مدعيًّا أن الإمامة قد انتقلت إلى حفيدٍ لنزار أحضر سرًّا إلى آلموت وأنه طفل جرى
تهريبه من مصر إلى فارس، أو أن محظية لنزار كانت حاملاً منه أُخذت إلى آلموت حيث
وضعت حملها. وبقي أمر هذا الإمام الجديد طي الكتمان.
ـ توفي الحسن الصباح عام 518هـ/1124م من غير سليل
لأنه كان قد أقدم على قتل ولديه أثناء حياته!!وهذا يعطينا فكرة عن مدى جنون
هذا الإرهابي المنحرف ، ولذلك توارث أمر
الحشاشين من بعده:
• كيابزرك آميد: حكم من 518هـ/1124م إلى سنة 532هـ/1138م:
وكان أول أمره قائداً لقلعة الاماسار لمدة عشرين سنة، وخلال فترة حكمه دخل في عدة
معارك مع جيرانه السلاجقة، كما أنه كان أكثر تسامحًا وسياسة من الحسن الصباح.
• محمد كيابزرك آميد: حكم من سنة 532هـ/1138م إلى سنة
557هـ/1162م: كان يهتم بالدعوة للإمام، وأقدم على قتل كثير من أتباعه ممن اعتقدوا
بإمامة ابنه وطرد وعذب آخرين.
• الحسن الثاني بن محمد: حكم من 557هـ/1162م إلى سنة
561هـ/1166م: أعلن في شهر رمضان 559هـ قيام القيامة، وأنهى الشريعة، وأسقط
التكاليف وأباح الإفطار، ثم أقدم بعد ذلك على خطوة أخطر وذلك بأن ادعى بأنه من
الناحية الظاهرية حفيد لكيابزرك الآنف ذكره ، ولكنه في الحقيقة إمام العصر وابن
الإمام السابق من نسل نزار.
• محمد الثاني بن الحسن الثاني: من 561هـ/ 1166م إلى
607هـ/1210م: طور نظرية القيامة ورسخها، وقد ساعده على ذلك انحلال هيمنة السلاجقة
في عهده وضعفهم وظهور التركمان وبداية التوسع التركي.
• جلال الدين الحسن الثالث بن محمد الثاني: من 607هـ/1210م إلى
618هـ/ 1221م: أدرك بعد تمحيص أن عقائد آبائه في القيامة، فرفضها ولعنهم وكفَّرهم،
واهتدى لطريق الحق طريق أهل السنة وقام بإحراق كتب كتب الحشاشين وجاهر بإسلامه،
وقام بوصل حباله مع العالم الإسلامي فأرسل إلى الخليفة العباسي الناصر لدين الله
وإلى السلطان السلجوقي خوارزم شاه والملوك والأمراء يؤكد لهم صدق دعوته إلى
التعاليم الإسلامية، ففرحت البلاد الإسلامية بذلك وصار أتباعه يعرفون بالمسلمين
الجدد.
• محمد الثالث بن الحسن الثالث وبعض الكتب تسميه علاء الدين
محمود: كان حكمه من
سنة 1121م إلى سنة 1225م: خلف أباه وعمره 9 سنوات، فقام وزير أبيه بحكم قلعة
لآلموت عاصمة دولة الحشاشين، واعاد إلى الهرطقة والزندقة فعاد الناس في عهده إلى
المحرمات، وارتكاب الخطايا والإلحاد . أما الصبي فقد حكم خمس أو ست سنوات ثم أصيب بلوثة
عقلية، فانتشرت السرقة واللصوصية وقطع الطرق والاعتداءات.
• ركن الدين خورشاه: 1255م/ 1258م: قاد هولاكو حملة سنة 1256م
وكان هدفه قلاع الإسماعيلية، وما زال يتقدم حتى استسلم له ركن الدين وسلمه قلعة
آلموت وأربعين قلعة وحصناً كلها سويت بالأرض، فاستقبله هولاكو بترحاب وزوجه فتاة
مغولية، وفي عام 1258م انتهى منه بقتله غيلة، وبذلك انتهت دولة الحشاشين سياسيًّا
في فارس.
• شمس الدين محمد بن ركن الدين: تقول روايات الإسماعيليين بأن
ركن الدين قد أخفى ابنه شمس الدين محمد الذي هرب من بطش هولاكو متنكرًا إلى جهة ما
بجنوب القوقاز، ثم استقر في قرية أنجودا على الطريق بين أصفهان وهمدان. وبقي فيها
إلى أن مات في النصف الأول من القرن الثامن للهجرة وكان من عقبه سلسلة من الأئمة
في القرن التاسع عشر، ومنهم ظهرت أسرة أغاخان.وقد انقسم الحشاشون بعد شمس الدين
إلى قسمين:
ـ بعضهم نادى بإمامة محمد شاه واعترفوا به
وبالأئمة من نسله حتى انقطعت سلسلتهم في منتصف القرن العاشر الهجري وكان آخرهم
الإمام ظاهر شاه الثالث المعروف بالدكنى والذي هاجر إلى الهند وتوفي هناك حوالي سنة 950هـ
وانقطع هذا الفرع على الرغم من وجود أتباع له إلى الآن في مصياف والقدموس بسوريا.
ـ وأصحاب الفرع الثاني اعتقدوا بإمامة قاسم شاه،
وهؤلاء يشكلون العدد الأكبر من هذه الطائفة وقد هاجروا إلى أعالي نهر جيحون.
الحشاشون في بلاد الشام:
ـ ظهر لهم في بلاد الشام عدد من القادة مثل بهرام
الاسترابادي، والداعي إسماعيل الفارسي، وقد استفادوا من ميل رضوان بن تتش والي حلب
إلى مذهبهم، فوفد إليها عدد كبير من إسماعيلية فارس مما قوى شوكتهم في بلاد الشام.
ـ أبرز شخصياتهم في الشام هو شيخ الجبل سنان بن
سليمان بن محمود المعروف برشيد الدين الذي نشأ في البصرة، وتلقى علومه في قلعة
آلموت وكان زميلاً لولي العهد الحسن بن محمد الذي أمره بالرحيل إلى بلاد الشام
عندما صار الأمر إليه.
ـ انتقل إلى بلاد الشام وجمع الإسماعيلية حوله
وصار لهم نفوذ وسلطان، واعترف الناس بإمامته غير أنهم عادوا بعد موته إلى طاعة
الأئمة بآلموت وقد كان شخصًا مخيفًا ورهيباً.
ـ خلفه أمراء ضعاف مما سهل إنهاءهم والقضاء عليهم
على يد الظاهر بيبرس.
ـ من قلاعهم في بلاد الشام: قلعة بانياس، حصن
قدموس، حصن مصياف، الكهف، الخوابي، المنيقة، القليعة.
ـ امتلكوا عددًا من القلاع، وقاوموا الزنكيين،
وحاولوا اغتيال صلاح الدين الأيوبي عدة مرات.
ـ وقد تعاونوا مع الصليبيين ضد المسلمين مما يدل
أنه لاعلاقة لهم بالإسلام وبآل البيت عليهم السلام.ومن أوجه ذلك التعاون:
1 ـ عدم وقوع
صليبي واحد من الغزاة أسيرًا في أيديهم أو مقتولاً بسلاح أحدهم.
2 ـ حاربوا حاكم الموصل السلجوقي الذي حضر إلى دمشق لمساعدة
إخوانه المسلمين في رد هجمات الصليبيين فاضطر إلى أن يحارب الصليبيين وأن يحاربهم
في آن واحد.
3 ـ قيامهم
بتسليم قلعة بانياس ولجوء قائدها إسماعيل إلى الصليبيين حيث مات عندهم.
4 ـ اشتراك كتيبة من الإسماعيليين مع الصليبيين في
قتال المسلمين في أنطاكية بعد أن احتل نور الدين حلب.
الأفكار والمعتقدات:
• تلتقي معتقداتهم مع معتقدات الإسماعيلية عامة من
حيث ضرورة وجود إمام معصوم ومنصوص عليه وبشرط أن يكون الابن الأكبر للإمام السابق.
• كل الذين ظهروا من قادة الحشاشين إنما يمثلون الحجة والداعية
للإمام المستور باستثناء الحسن الثاني وابنه فقد ادعيا بأنهما إمامان من نسل نزار.
• إمام الحشاشين بالشام رشيد الدين سنان بن سليمان قال بفكرة
التناسخ فضلاً عن عقائد الإسماعيلية التي يؤمنون بها، كما
ادعى أنه يعلم الغيب.
• كان بعض أإمتهم بمواقف لايمكن القبول بها ولاتصديقها ـولكنهم
يفرضونها على أتباعهم مثلما فعل الحسن الثاني بن محمد حينما أعلن قيام القيامة،
وألغى الشريعة ، وأسقط التكاليف.
• الحج لديهم ظاهره إلى البيت الحرام وحقيقته إلى إمام الزمان
ظاهراً أو مستورًا.
• كان شعارهم في بعض مراحلهم :لا حقيقة في الوجود وكل أمر مباح.
• كانت وسيلتهم الاغتيال المنظم، وذلك من طريق تدريب الأطفال
على الطاعة العمياء والإيمان بكل ما يلقى إليهم، وعندما يشتد ساعدهم يدربونهم على
الأسلحة المعروفة ولا سيما الخناجر، ويعلمونهم الاختفاء والسرية وأن يقتل الفدائي
نفسه قبل أن يبوح بكلمة واحدة من أسرارهم. وبذلك أعدوا طائفة الفدائيين التي
أفزعوا بها العالم الإسلامي آنذاكوهذا مايفعله تنظيم داعش الإرهابي
اليوم ، وتفعله معهم تنظيمات شيعية ي العراق ولبنان وسوريا واليمن وباكستان
وأفغانستان التي ازدهرت أثناء حكم الرئيس الأمريكي القادياني المجرم باراك أوباما.
• كانوا يتحصنون في سلسلة من القلاع والحصون، فلم يتركوا في
منطقتهم مكانًا مشرفًا إلا أقاموا عليه حصنًا، ولم يتركوا قلعة إلا ووضعوا نصب
أعينهم احتلالها.
• يقول عنهم المؤرخ كمال الدين بن العديم: في عام 572هـ/1176م
"انخرط سكان جبل السماق في الآثام والفسوق وأسموا أنفسهم المتطهرين، واختلط
الرجال والنساء في حفلات الشراب ولم يمتنع رجل عن أخته أو ابنته، وارتدت النساء
ملابس الرجال، وأعلن أحدهم بأن سناناً الذي ذكرناه سابقاً هو ربه".
الجذور الفكرية والعقائدية:
• أصولهم البعيدة شيعية ثم إسماعيلية.
• كان القتل والاغتيال وسيلة سياسية ودينية لترسيخ معتقداتهم
ونشر الخوف في قلوب أعدائهم.
• فكرة التناسخ التي دعا إليها رشيد الدين سنان مأخوذة عن النصيرية.
وهم أجداد السفاح حافظ الأسد وعائلته المجرمة.
الانتشار ومواقع النفوذ:
• انطلقت دعوتهم من كرمان ويزد إلى أواسط إيران وأصفهان ثم
خوزستان ثم هضبة الديلم واستقرت في قلعة آلموت، وشرقاً وصلوا ما زندران ثم قزوين
واحتلوا منطقة رودبار ولاماسار وكوهستان.. واحتلوا كثيراً من القلاع وامتدوا إلى
نهر جيحون. (يعتبر نهر سيحون وجيحون من الأنهار الرئيسية في
آسيا الوسطى، وهما من أطول أنهار آسيا. كان يطلق على هذه المنطقة قديماً اسم ما
وراء النهر وهي المنطقة الواقعة بين هذين النهرين وهي منطقة ذات أغلبية صحراوية،
والتي عرفت فيما بعد باسم بلاد القوقاز أيضاً، وأول من أطلق عليها هذا الاسم هم
العرب المسلمون بعدما فتحوها، إذ كانت في الماضي تعرف باسم تركستان الكبرى. وكان
نهر جيحون يسمى قديماً باسم (أوكسس) بينما كان يسمى ينهر سيحون باسم (جكزرتس).
بالإضافة إلى أن الروس قد أطلقوا اسم ( أمور داريا) على نهر جيحون و(سار داريا)
على نهمر سيحون .ويحتوي نهر جيحون على مجموعة من الأنهار، ومن المدن التي تقع على
نهر جيحون هي: (شيرخان بندر) و (حيرتان بندر) وهذين المدينتين هما اللتان تربطان
أفغانستان بجمهورية آسيا الوسطى، أما نهر سيحون فيقع إلى الشرق منه مدينة (طشقند)
عاصمة أوزباكستان.)
• وصلت دعوتهم إلى سوريا، وامتلكوا القلاع والحصون
على طول البلاد وعرضها ومن قلاعهم بانياس ومصياف والقدموس والكهف والخوابي وسلمية.
• كان زوالهم في إيران على يد هولاكو المغولي وفي سوريا على يد
الظاهر بيبرس.
• لهم أتباع إلى الآن في إيران، وسوريا، ولبنان، واليمن،
ونجران، والهند، وفي أجزاء من أواسط ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي في السابق.
ويتضح مما سبق:
أن الحشاشين جناح من الإسماعيلية النزارية اتخذوا
القتل وسيلة لهم وقاموا بحركة اغتيالات واسعة شملت كبار الشخصيات المناوئة
للإسماعيليين من ملوك وقادة جيوش وكل من يظهر خصومة لهم، وقد أفتى العلماء باستباحة
دمائهم ووجوب تنظيف الأرض من دنسهم وعدم جواز أكل ذبيحتهم أو عقد صداقات معهم.
يتبع
المنظمة العالمية للدفاع عن أهل السنة